"سر مكالمة الزوجة".. مصراوي يحاور طبيب أسوان صاحب الاستقبال الشعبي
2021-01-02 02:00:00
كتب - أحمد جمعة: موقع مصراوي
لم يكن في مخيلة الدكتور سامح سمير وهو عائد إلى منزله أن يجد كل هذه الحفاوة في الاستقبال بعد 14 يوما كاملة قضاها داخل مستشفى الصداقة المخصص للعزل بأسوان، لكنها "المفاجآت السعيدة" التي أذهبت تعب أسبوعين كاملين داخل المستشفى المغلقة على المصابين بفيروس كورونا المستجد.
يوم الجمعة الماضي، كان سمير ينتظر نتيجة اختبار "PCR" الذي أجراه للتأكد من خلوه من فيروس كورونا قبل أن يغادر المستشفى، ليدخل فريق آخر يُكمل المهمة مع المصابين. بحلول السابعة مساءً جرى إخباره بسلبية التحليل وسلامته مع 4 أطباء آخرين كانوا بصحبته بالدفعة الأولى من مستشفى حميات أسوان الذين تم انتدابهم لتلك المهمة يوم 20 مارس الماضي.
على الفور أبلغ زوجته بهذا الخبر السار "أول ما عرفت النتيجة طمنتها عليَّ، وقلتلها الساعة 7 ونص أننا سلبي وساعة وهوصل البيت"، قبل أن تطلب منه أمرًا لم يفهم حينها سببه "قالتلي قبل ما تيجي البيت بربع ساعة كلمني، مكنتش عارف ليه ومسألتش"، دار في ذهنه حينها أنه ربما تُجهز له "عشاء كويس أو تلبس الأولاد علشان يستقبلوني"، وبالفعل نفذ طلبها "قبل ما أدخل طريق السادات كلمتها أننا قدامي عشر دقائق وأكون في البيت".
في تلك الأثناء كانت زوجته إريني شكري تُبلغ سكان العمارة وجيرانه في الشارع بقدومه، وما إن دخل شارعه بحي المنشية الجديدة حتى دوى إلى أسماعه تصفيق حاد وصفافير موجهة إليه "لقيت فجأة سكان العمارة اللي أنا فيها واللي قصادي والشارع الجانبي في البلكونات بيحيوني"، ولما كان هذا الموقف مفاجئًا له جاء الرد عفوياً أيضًا: "أقل حاجة أحط إيدي على رأسي أشكرهم على اللي قدموه".
استمر سمير بضع دقائق يستقبل تحية جيرانه على ما قدمه في سبيل علاج مصابي فيروس كورونا، لكنه لم يتوقع أيضًا أن يجري تداولها بهذا الحجم الكبير منذ أمس "اللي خلى الموضوع يكمل الدكتور ماجد جاري وثق هذه اللحظة ونشرها على السوشيال ميديا".
يعتبر سمير هذا الاحتفاء الشعبي بوصوله بمثابة "رسالة لأي دكتور يتردد يروح مستشفى العزل"، بل يرى أن التجربة أضافت له كثيرًا وحملت ذكريات وشعور فالفخر قد لا يتكرر بهذا الشكل "في يوم من الأيام هقول لأولادي حصل جائحة في 2020 وكنت من أوائل الناس التي لبت النداء الوطني"، إذ يرى نفسه وغيره ممن كانوا معه على مستوى مستشفيات العزل والحميات بمثابة الجندي الذي يحارب على الجبهة "لكن الأصعب إن الجندي بيواجه عدو مرئي، إحنا بنواجه فيروس مجهول وهذا يصعب الأمور".
يتذكر سمير تلك اللحظات التي جرى إبلاغه فيها بضرورة ذهابه إلى مستشفى العزل "أعمل بالأساس في مستشفى حميات أسوان، وطُلب مني مع 4 من زملائي الاستعداد في أي وقت للتواجد بمستشفى العزل"، ليبدأ تجهيز شنطته وأمور حياته بإبلاغ زوجته بالأمر "لما قلت لمراتي الموضوع قلقت، وقالت ربنا يسهل ومتجيش حالات في أسوان"، لكن الحالات قدمت بالفعل ضمن فوج ضمّ 8 مصابين من الغردقة
التاسعة والنصف مساء الجمعة (20 مارس)، هاتفه مدير مستشفى الحميات لطلبه بالتحرك واستقبال الحالات "كنا مسؤولين عن الدور التالت وبدأنا شغل من تاني يوم على طول"، ليخوض تجربة جديدة عليه صاحبها بعض القلق "كنا متاخدين أول يومين، لكن لما الأمور مشيت وحاولنا نسهل على بعض"، وكان ارتداء الواقيات الشخصية أمرًا مهمًا للجميع "الواقيات أعطتنا شعورا بالأمان ويوم عن يوم الأمور أصبحت أكثر سهولة".
تعامل سمير خلال 14 يومًا مع الكثير من المرضى، وكان يجري باستمرار طمأنتهم على حالتهم الصحية وقرب شفائهم، وكان مشهد خروج المتعافين الأكثر سعادة بالنسبة له "المهمة مزدوجة بيننا؛ أقدم أحسن خدمة للمريض بأقل مضاعفات ممكنة بالنسبة لي، والسعادة في خروجهم كانت تفوق الوصف"