ايمان النجار – مجلة المصور
« المقاتل».. الوصف الأقرب لكل فرد من أعضاء الفريق الطبي ممن يؤدون واجبهم خلال جائحة فيروس كورونا المستجد بدءا من المسعف الذي يقضي يومه بين نقل الصالات المشتبهة والحالات المؤكدة، والأطباء بمختلف تخصصاتهم، التمريض، الصيادلة، فنيين الأشعة والتحاليل، وكذلك العمال والاداريون من العاملين بالقطاع الصحي ممن تطلب ظروف عملهم في ظل هذه الجائحة، إنهم جيش مصر الأبيض الذين قادوا معركة - وطنية ضد الوباء منذ بداية يناير۲۰۲۰، ومازالت المعركة مستمرة ومازال العدو يفترس المرضي
إنهم مقاتلون بحق، مقاتلون أولا بمواجهتهم فيروس مازال جزء منه مجهولا حتى الآن، فهو عدو مخيف، أرهق العالم طيلة اثني عشر شهرا، مقاتلون يتصدون وجها لوجه مع فيروس أودى بحياة ما يزيد عن 7 آلاف مواطن، وأصاب أكثر من 133 ألف مصري حتى الآن.. مقاتلون سلاحهم هو الوقاية والبقاء في ملابس الحماية الشخصية التي تصل ال 12 قطعة تمنعهم حتى من التنفس بحرية، مقاتلون ضد فيروس متغير الأعراض والتشخيص، سلاحهم أيضا العلاج ببروتوكولات علاجية يتم تحديثها باستمرار من قبل اللجنة العلمية بوزارة الصحة، فهذا طبيب تفرض عليه الظروف لإنقاذ مريض تركيب حنجرى دون أنبوب ملابس الوقاية كاملة ليكون بينه وبين حلق المريض عدة سنتيمترات، وتلك ممرضة تحتضن مريضا لتساعده على الجلوس وتشاركه غرفة واحدة لمدة تصل إلى 12 ساعة وذاك مسعف مكلف بنقل وحمل حالات مؤكدة الإصابة المستشفيات العزل، وذلك دكتور أوفني تحاليل مطلوب منه تحليل عينة المريض، ممسكا بالفيروس في يده - حتى ولو كان متخذا الإجراءات الوقائية كافة- فهذا لا يمنع الخوف وخطر المواجهة، وخطر البقاء بين العينات لفترات تتعدى الثماني ساعات، وآخر مسئوليته حمل العينات ونقلها بين المستشفيات والمعامل، وآخر يجرى الأشعة لحالات مشتبهة ومؤكدة وغيرهم كثيرون، سلسلة متواصلة من البطولات الأعضاء الفريق الطبي.
مقاتلون، مرابطون في ساحات المعركة «المستشفيات»، مواجهة الوباء بدأت بتخصيص عدد 19 مستشفى عزل وتم زيادة عدد المستشفيات التي تقدم الخدمة الطبية لمرضى فيروس كورونا تدريجيا حتى وصلنا العدد 363 مستشفي منتشرة على مستوى الجمهورية، تضم 35 ألف سرير و4500 سرير رعاية مركزة.
المقاتلون بالتأكيد يسقط منهم ضحايا المعركة فيوميا نسمع عن وفاة أحدهم وترصد نقاباتهم الأعداد يوما بيوم لينضم لقائمة الشرف شهيدا آخر، وتحولت صفحات «فيس بوك» وكأنها صفحة نعي لأعضاء الفريق الطبي، الإحصاءات - وفق نقاباتهم - رصدت تعدى شهداء الأطباء الى 248 شهيدا، وأكثر من 50 شهيدا من التمريض، وتعدی شهداء الصيادلة ال 70 شهيدا، وعشرة مسعفين، وغيرهم من فنين الأشعة والتحاليل ورغم تلك التضحيات مازالت دعواتهم بمعاملة ضحايا الفرق الطبية معاملة الشهداء لم تصل لمرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع!
مقاتلون وراءهم مقاتلون أيضا، هم أسرهم التي تشاركهم الدور الوطني الذي يؤدونه، ففي الوقت الذي يواجه فيه عدد من أعضاء الفريق الطبي الفيروس في المستشفيات ويضطرون لترك أسرهم بالأيام، بل والأسابيع الأداء واجبهم الوطني، نجد أسرهم تأثرت كثيرا، إما بغياب الأب أو الأم أو كلاهما بسبب ظروف العمل، لكنهم يتحملون كل هذا من أجل أداء رسالتهم ومواجهة الخطر حماية الحياة المصريين.
لا توجد تعليقات