أكثر من 200 طبيب خسرتهم مصر بسبب كورونا من بينهم ستة أطباء الأسبوع الماضي ، لقد قدم أطباء مصر نموذجا فريدا في التضحية في سبيل هذا الشعب .
إن الشهداء من جميع التخصصات في الطب ومنهم شباب في مقتبل العمر وأطباء كبار في إدارة المستشفيات ، لقد سمعنا عن إجراءات حكومية لصرف معاشات وتعويضات لأسرهؤلاء الشهداء وللأسف الشديد إن الدولة لم تصرف حتي الأن شيئا من ذلك وفي كل يوم تصدر إستغاثات وشكاوي من أسرهؤلاء الشهداء .
لقد كانت تجربة شهداء أطباء مصر من أنبل وأروع التضحيات وينبغي ألا نترك أسرهم تبحث عن معاش هنا أو مرتب هناك..
إن معظم الشهداء من شباب الأطباء ورواتبهم بسيطة كما أن معاشاتهم محدودة، والشيء المؤكد أنهم تركوا زوجات وأطفالا صغارا .. إنني اعلم أن نقابة الأطباء لن تترك شهداءها ولكنني كنت أتصور أن يكون للمجتمع المدني دور في دعم اسر الشهداء وان تتولى وزارة التربية والتعليم مساعدة أبنائهم .. إن التضحيات لها ثمن وليس هناك أغلى من حياة الإنسان لكي يقدمها الإنقاذ حياة الآخرين، إنني أرجو من د. نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن تتولى بنفسها معاشات شهداء الأطباء وهي مبالغ بسيطة لأن معظمهم شباب في مقتبل العمر ..
إن موقف شهداء الأطباء في محنة كورونا سيظل وساما على صدر مهنة عريقة قدمت المصر اغلى وأنبل شبابها .. إن تكريم هؤلاء الشهداء ورعاية أسرهم واجب علينا جميعا شعبا وحكومة وليس لدى الإنسان شيء اغلى من حياته لكي يقدمها لإنقاذ شعبه.. لا أتصور أرملة شهيد من الأطباء تقف في طابور الصرف معاش أو راتب أو أن تدور على أبواب المدارس تبحث لابنها عن مكان أو أن يقال لها فوتي علينا بكرة.. يا ناس يجب أن نضع الأقدار في مكانها حتى لا ترخص المواقف والتضحيات والبشر.. إن هؤلاء الشهداء ضحوا بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين وينبغي ألا تشعر أسرهم بشيء من الندم لأن تكريمهم ليس مجرد واجب بل هو فريضة..
