أهم الأخبار

اللجنة الاجتماعية

18 مارس .. يوم الطبيب المصري .. رسالة عطاء و أعوام من التضحيات

2015-03-14 00:00:00 18 مارس .. يوم الطبيب المصري .. رسالة عطاء و أعوام من التضحيات

كتب : إيهاب أدونيا

يوافق يوم الأربعاء القادم يوم الطبيب المصري السابع والثلاثون وكانت نقابة الأطباء قد اختارت يوم‏18 ‏ مارس من كل عام للاحتفال بالأطباء المتميزين وهو يوافق يوم انشاء مدرسة الطب بقصر العيني عام ‏1828 ليكون عيدا للطبيب ، ويعتبر يوم الطبيب الذي تحتفل به النقابة العامة للأطباء كل عام له معان كثيرة ، وفيه يتم تكريم رموز المهنة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة وشهداء المهنة وعدد من الإعلاميين والصحفيين البارزين في مناقشة قضايا الصحة خلال العام الماضي سواء على شاشات الفضائيات او في الصحف الورقية او المواقع الالكترونية.

وترجع ذكرى يوم الطبيب إلى تاريخ 18 مارس 1827 ، يوم افتتاح أول مدرسة للطب بأبو زعبل منذ 187 سنة. وتم نقل مدرسة الطب لقصر العيني باشا في سنة 1837 وهي أول مدرسة للطب في مصر وفي الشرق الأوسط وفي أفريقيا .

حيث عهد محمد علي باشا الكبير الي الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت بك‏ ,‏ بإنشاء المستشفي العسكري الكبير ومدرسة الطب في ‏( أبو زعبل)‏ عام ‏ 1826,‏ ولم يكن في مصر طبيب مصري مؤهل ‏,‏ بل كان الطب السائد هو طب البركة وطب الشعوذة والرقي والتمائم ,‏ وكان الحلاقون والحجامون هم الذين يباشرون العمليات والجراحية ,‏ وانتقل المستشفي الي قصر أحمد العيني في عام‏1837 ,‏ وخلال عشر سنوات تخرج في مدرسة الطب‏420 ‏ طبيبا وبعد ثمانية عشر عاما كان عدد الخريجين‏1500 ‏ طبيب‏ ,‏ ترجموا ما يزيد علي الثمانين كتابا‏ ,‏ وطبع من كل كتاب ألف نسخة في مطابع بولاق ,‏ وأرسلت نسخ من هذه الكتب الي اسطنبول والجزائر ومراكش وتونس وسوريا والعراق وإيران .

انضمت مدرسة الطب الي الجامعة المصرية في‏1925 ‏ ووافق البرلمان في ‏1928 ‏ علي ميزانية انشاء مستشفي فؤاد الأول ‏(‏المنيل الجامعي الآن)‏ وسميت المدرسة كلية طب قصر العيني ‏,‏ وفي عام‏1929 ‏ انتخب مجلس الكلية بالإجماع علي بك إبراهيم(‏علي باشا فيما بعد)‏ كأول عميد مصري للكلية وأنشئت كلية طب الاسكندرية عام‏1940 ‏ علي أكتاف أساتذة قصر العيني ‏,‏ ثم افتتحت كلية طب العباسية

عام ‏1947‏ وكانت تابعة لجامعة القاهرة ,‏ ثم أصبحت تتبع جامعة عين شمس في عام‏1950 وتوالت التوسعات لإنشاء الجامعات وكليات الطب في مختلف المحافظات تدريجيا.

من هنا كان يوم الطبيب الذي يأتي في ‏18‏ مارس من كل عام ,‏ يوم انشاء مدرسة الطب في عام‏1828 ,‏ وكان شعار أول عيد للطبيب عام ‏1979‏ كان «سنبني قصر العيني » وتم فعلا بناء قصر العيني.

اما "يوم الطبيب" فهو ليس مثله كمثل أي يوم أخر نحتفل فيه، ولكنه وضع ليذكر من يحياه بأهمية الطبيب في المجتمع فهو من يعالج ويسهر على راحة المرضى دون النظر إلى الجنس أو النوع أو الحدود أو الديانة فمادام الذي أمامه مريضا فهو في حاجة إليه.. هذا هو الطبيب.

فالطبيب هو من يرى ما ستر عن أعين البشر ولكن لا يقع بصره سوى على الجزء المصاب ليداويه و يقدم له العلاج احتراما للحرمات و الخصوصيات فتلك هي الأمانة.. وهذا هو الطبيب.

والطبيب أيضا لا يرى من مهنته حرفة يسترزق منها ولكنها رسالة إنسانية فلا يتأخر عنها بل يسارع لنجدة المريض لأنه يعرف أن الثواني قد تفرق كثير.. هذا هو الطبيب.

فالطبيب ليس مقاتلا فهو لا يحمل رصاص او مدفع بل سماعة و ترمومترا ولكنك تجده وقت الحروب و الكوارث يغيث المصابين والجرحى.. هذا هو الطبيب.

وعمل الطبيب يبدأ من داخله فهو يعمل على ذاته كثيرا ويظل طوال حياته بين الكتب و المراجع و الأبحاث ليتابع ما هو جديد في عالم تكنولوجيا العلاج والدواء ليقدم دوما الأفضل والأحدث للمريض.. هذا هو الطبيب.

نعم هذا هو الطبيب الذي نحتفل به.. الجند المجهول في مجتمعنا والذي لا ينصفه مجتمعنا في اغلب الأحيان.. فقد ينساه أو يتناساه.. لذا اعتادنا أن نحتفل به ولو يوم كل عام لعله يأخذ جزءا من التكريم الذي يليق به.. وليتشدد و يتمسك برسالته الإنسانية أكثر وأكثر.. فإلى كل طبيب.. كل عام وأنت بخير.

 

 

اترك تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات